responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 513
بالمرة مظاهر أوصافي وأسمائي ومع إلقاء كمال المحبة والمودة الناشئة منى في قلوبهم لحفظك وحضانتك قد راعيت ايضا جانب أمك
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ مريم حين طلبوا لك مرضعة بعد ما أخرجوك من البحر فَتَقُولُ لهم مريم على سبيل الوساطة والدلالة هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ وترضعه مع انهم قد احضروا كثيرا من مراضع البلد عندك وأنت لم تمص ثديهن يا موسى إذ قد حرمنا عليك المراضع انجازا لما وعدنا على أمك بقولنا انا رادوه إليك فقبلوا منها قولها فطلبوا أمك فارضعتك فاستطابوها وآجروها لإرضاعك وبالجملة فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ امتنانا لك بان تحفظك أمك ولامك ايضا كَيْ تَقَرَّ وتنور عَيْنُها برؤيتك ومشاهدتك بعد ما ذهب نور عينها بمفارقتك وَبالجملة لا تَحْزَنَ يا موسى بحال من الأحوال فانا رقيبك ارقبك من جميع ما يضرك ويؤذيك وناصرك ومعينك على عموم ما امرتك به وَاذكر ايضا امتناننا عليك إذ قَتَلْتَ نَفْساً شخصا من آل فرعون فهموا بقتلك قصاصا وخفت أنت منهم ومن العقوبة الاخروية ايضا لأنك قد قتلته بلا رخصة شرعية وتحزنت من شنعة فعلك وخوف عدوك حزنا شديدا فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وأزلنا عنك حزنك الأخروي بقبول توبتك ورجوعك عن فعلك نادما مخلصا والدنيوي بإخراجك عن ديارهم وابعادك عنهم وَبالجملة قد فَتَنَّاكَ وابتليناك ايضا بعد ما اخرجناك من بينهم فُتُوناً فنونا كثيرة من الابتلاء والاختبار من الجموع والعطش وضلال الطريق ووحشة الغربة وكربة الوحدة وضيق الصدر والكآبة المفرطة وتحمل المشاق ومتاعب السفر والحضر حتى تستعد لقبول الإرشاد والتكميل ثم بعد ما اختبرناك بأمثال هذه الشواهد هديناك الى مدين للإرشاد والاسترشاد والاستكمال فَلَبِثْتَ سِنِينَ ثمانية وعشرين سنة فِي أَهْلِ مَدْيَنَ عند نبينا وخليفتنا الكامل المكمل ألا وهو شعيب النبي عليه السّلام وتستكمل من شرف صحبته وتتخلق بأخلاقه ثُمَّ بعد لبثك فيهم مدة واستكمالك من المرشد الكامل قد جِئْتَ عَلى وطنك المألوف على قَدَرٍ أى مع مقدار عظيم من العلوم اللدنية من المعارف والحقائق والكشف والشهود فوق ما يحصل ويكتسب بالتحصيل والكسب والاجتهاد بل من لدنا يا مُوسى تفضلا وإحسانا عليك
وكيف لا يكون كذلك وَقد اصْطَنَعْتُكَ وانتخبتك من بين المكاشفين واجتبيتك لِنَفْسِي لتكون أنت خليفتي ونائبى ومتولى أموري بين عبادي وحامل وحيي وأسراري وإذا اخترناك للرسالة
اذْهَبْ أَنْتَ اصالة وَأَخُوكَ تبعا لك مصحوبا بِآياتِي ومعجزاتي الدالة على تصديقى لكما وتقويتى لرسالتكما وَلا تَنِيا ولا تفترا ولا تضعفا فِي تبليغ ذِكْرِي ووحيي المشتمل على انواع الأوامر والنواهي اغترارا او خوفا او مداهنة
بل اذْهَبا بأمرنا مسرعين إِلى فِرْعَوْنَ المبالغ في التجبر والتكبر من غير مبالاة والتفات بعظمته وشوكته إِنَّهُ طَغى علينا ولا عبرة لعظمة الطغاة وشوكتهم ومتى تذهبا اليه وتصاحبا
فَقُولا لَهُ او لا تلطفا ورفقا كما هو دأب الرسل الهادين قَوْلًا لَيِّناً رجاء ان يلين قلبه عن صلابة العناد وبعد الأداء على وجه التلطيف والتليين لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ الفطرة الاصلية التي فطر الناس عليها فيصدقها ويؤمن بدينكما أَوْ يَخْشى عنكما من نزول العذاب بدعائكما
قالا خوفا من فرعون بمقتضى بشريتهما ملتجئين إلينا رَبَّنا وان ربيتنا بحولك وقوتك وأيدتنا بآياتك ومعجزاتك إِنَّنا حسب ضعفنا وبشريتنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا بالعقوبة والقتل أَوْ أَنْ يَطْغى لك بما لا يليق بشأنك
قالَ سبحانك

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست